شدد على أهمية بناء الكادر الفتحاوي وإعداد الأجيال الناشئة
مدير مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي يؤكد لـ"البيادر السياسي" على أهمية تعزيز دور حركة فتح في قيادة الجماهير نحو الأفضل
سمير صافي :ـ
* هناك أهمية كبرى لإعادة بناء الكادر التنظيمي على أسس سليمة بحيث يكون الانتماء للوطن فوق أي اعتبار.
* نهدف إلى خلق حالة من الوعي الثقافي والعلمي لتأهيل الكوادر بما يتلاءم مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
* نركز على الأجيال الناشئة بهدف بناء جيل واعد قادر على حمل الأمانة والاستمرار في مسيرة النضال الوطني.
حاوره/ محمد المدهون.
لا يختلف اثنان على أن الإنسان الفلسطيني هو الثروة القومية الوحيدة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني، حيث تبقى الموارد البشرية هي الأساس في ظل عدم توفر أي موارد اقتصادية أو تنموية أخرى، ومن هنا تأتي أهمية بناء الإنسان الفلسطيني وتسليحه بالعلم والمعرفة، وصقله بالخبرات حتى يكون قاراً على مواصلة مشوار الآباء والأجداد وتحقيق الحلم الفلسطيني، ومن هذا المنطلق تحرص الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح على إعداد كوادرها وأجيالها كل على طريقته الخاصة بهدف الوصول بها إلى أفضل المستويات، وإيماناً منها بأهمية تدافع الأجيال.
وللوقوف على سبل بناء الكوادر التنظيمية داخل حركة فتح وإعدادها، والبرامج التي تنظم في هذا الشأن التقت"البيادر السياسي" السيد/ سمير صافي مدير مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي وأجرت معه الحوار التالي.
بناء جيل قيادي
* كيف تولدت لديكم فكرة إنشاء مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي؟
- جاءت فكرة تأسيس مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي من قبل الأخ المهندس/ أشرف جمعة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح في مركز خدمات رفح عندما كان يتحدث الأخ/ أبو علي شاهين في محاضرة تنظيمية عن أوضاع حركة فتح، وضرورة العمل على تنشيطها وذلك في الأول من سبتمبر/ أيلول عام 2000، حيث تبلورت الفكرة بإنشاء مدرسة الكادر، وخاصة في أدق وأصعب الظروف التنظيمية، حيث كانت حركة فتح في أمس الحاجة لإنشاء مدرسة فتحاوية لبناء جيلاً قيادياً من الشباب يكون قادراً على إكمال مسيرة الفتح لقادتها العظام، وأن يكون هذا الجيل مبنياً على أسس تنظيمية سليمة، ولتلبية احتياجات الحركة والمجتمع، وتتواكب مع المتغيرات التي تحدث في المجتمع، وتعمل على تنمية الفرد وسماته وقيمه الخلقية والدينية على أساس تقدير الإنسان واحترامه، آخذين في الاعتبار معايير التكامل بين الفرد والمجتمع، وهنا بدأت اللقاءات مع قادة ومفكري الحركة بإشراف المهندس أشرف جمعة الذي أسس هذه المدرسة ووضع أهدافها، وكانت بمباركة من الشهيد القائد ياسر عرفات رحمه الله، حيث أطلقنا عليها هذا الاسم تخليداً لذكرى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صلاح خلف "أبو إياد"، وبدأنا العمل في إنشاء هذه المدرسة، حيث كانت البدايات صعبة، خاصة وأنها جاءت مع بداية انتفاضة الأقصى، ولكنها استطاعت أن تنهض بكادر حركة فتح وفق منهجية متكاملة، وبدأت في برامجها التي تعطش لها الجميع، وقمنا بافتتاح أفرع للمدرسة في مختلف مناطق قطاع غزة.
التغلب على الصعاب
* ذكرتم أن المدرسة واجهت بعض الصعاب في بداية انطلاقها.. كيف استطعتم التغلب على هذه الصعاب؟ وما هي المراحل التي مررتم بها ؟
- هذا الصرح دشن اسمه بأحرف من نور ونار، وجهد واجتهاد، منطلقاً من خلية إلى حلقة إلى جناح إلى شعبة إلى مجموعة عمل، ومنها إلى اللجان التي حملت على كاهلها أعباء مرحلة جديدة بددت فيها كل معالم التمزق والترهل السائد بصدق ووعي وانتماء حقيقي للحركة، وشقت طريقها في ظل ظروف غاية في التعقيد، ولكنها استطاعت أن تصل إلى عقول المجتمع وأفئدته من خلال برامجها التي تعطش لها الجميع بعد غياب واضح لأكثر من عشر سنين لبرامج يحدد معالم المرحلة داخل الإطار.
* هل حققت هذه اللجان الفكرة الأساسية ؟
- بالتأكيد.. لقد حققت هذه اللجان فكرتنا الأساسية السامية ليتطور الأداء، ويتواصل شلال العطاء والتضحية والفداء بالعمل الصادق والدؤوب لتتحول هذه اللجان والمجموعات إلى مراكز ودوائر أكثر إشعاعاً وحيوية وأكثر قدرة على الاتصال والتواصل.
* ما هي أبرز الأهداف التي انطلقت من أجلها المدرسة ؟
- هناك مجموعة من الأهداف التي انطلقت مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي من أجل تحقيقها، في مقدمتها تطوير مستوى أداء الكادر الفتحاوي في جميع المواقع من خلال عقد الدورات العامة والمتخصصة، وتعزيز الصفات القيادية لدى الأجيال الشابة بما يساعد على دفع دماء جديدة في الحركة، بحيث يستطيع الجيل القيادي الجديد أن يبدأ من حيث انتهى من سبقه، ويكمل الطريق دون أن يضطر إلى إعادة التجربة وتكرار جوانب فشلها ونجاحها، بالإضافة إلى تجميع الطاقات والخبرات ذات الكفاءة في هذه المجالات للاستعانة بها في تقديم الأفضل، فضلاً عن تعزيز العمل الاجتماعي في إطار الحركة، كما نهدف إلى عمل الدراسات ذات العلاقة وتعميم فوائدها على جميع كوادر الحركة للاستفادة منها، وخلق حالة من الوعي الثقافي والعلمي لتأهيل الكوادر بما يتلاءم مع المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كذلك خلق حالة من التواصل الفاعل بين الحركة وأجهزة الدولة لمنع حوادث فجوة، وتعزيز دور الحركة في قيادة الجماهير نحو الأفضل.
فعاليات مختلفة
* هل لك أن تحدثنا عن بعض البرامج والنشاطات التي نظمتموها؟
- في الواقع هناك عدد كبير من البرامج والنشاطات التي قمنا بها خلال الفترة الماضية، منها دورات في الإدارة والقيادة التأسيسية بهدف تطوير المهارات الإدارية والقيادية والسلوكية للمتدربين، وتزويدهم بالمعارف الإدارية، وفهم واستيعاب التعليمات الصادرة عن المستوى الأعلى، والتعامل الإيجابي مع الزملاء في العمل، والتنسيق معهم، كذلك التفاعل الإيجابي الفعال مع المرؤوسين وتنظيم جهودهم للوصول إلى الأهداف المرسومة للمؤسسة.
بالإضافة إلى عقد الدورات التنظيمية المبتدئة وحتى المتقدمة، ودورات في حقوق الإنسان والبحث الجنائي، والإسعافات الأولية، وتأهيل أطقم طبية حول سبل التعامل أثناء الاجتياحات الإسرائيلية، حيث كانت هذه الدورات معتمدة من الجهات المختصة، وكانت تؤهل المشاركين فيها للقيام بدورهم بشكل متميز في مجالات اختصاصاتهم، هذا فضلاً عن الدورات الأمنية نظراً لأهميتها، كما نظمنا ورشات عمل حول طرق الحد من الجريمة، وأنماط القيادة والاتصال الفعال ومعوقاته.
ولم تقتصر نشاطاتنا حول هذا الجانب، بل شملت جوانب مختلفة أخرى، فعلى الصعيد الثقافي نظمنا دورات عديدة بهدف تنمية قدرات كوادرنا والارتقاء بمستواهم الثقافي والمعرفي في شتى المجالات، كما أننا لم ننس المرأة ودورها الفاعل خلال مراحل النضال الوطني المختلفة، حيث نظمنا العديد من البرامج والفعاليات الخاصة بالمرأة ولا زلنا مستمرين في هذه الفعاليات، كما لنا نشاط إعلامي يتمحور في إصدار نشرات ومجلات لإحياء مناسبات وطنية عديدة، مثل إحياء ذكرى الانطلاقة وقضية الأسرى والقدس وفضح ممارسات الاحتلال في المدينة المقدسة، بالإضافة إلى إحياء ذكرى الشهداء القادة الكبار.
الانتماء للوطن
* هل إعداد الكادر التنظيمي يكتسب أهمية خاصة في مثل هذه الظروف ؟
- هناك أكثر من محور في هذا الجانب، الأول يتمثل في تعزيز الوعي والإدراك لدى الكادر التنظيمي في مختلف القضايا، وعلى رأسها القضايا التنظيمية، وتفعيل دوره الوطني على الأرض بالشكل الذي يرتقي بحركتنا الرائدة فتح ويخدم أهدافها، أما المحور الثاني فيهدف إلى أن يكمل الكادر الجديد ما قد بدأه القادة الأوائل دون إعادة التجربة من جديد، فهناك أهمية كبرى لإعادة بناء الكادر التنظيمي على أسس سليمة وصحيحة، بحيث يكون الانتماء للوطن والقضية هو فوق أي اعتبار، فضلاً عن توحيد الصف الفتحاوي.
* ما هي الفئات العمرية التي تركزون عليها ؟
- الفئة العمرية التي نركز عليها هي فئة الشباب، وهو الجيل الذي يعوّل عليه الكثير في حماية الوطن والمشروع الوطني، واستكمال مسيرة البناء والتحرير، كما نركز على الأجيال الناشئة بهدف بناء جيل واعد قادر على حمل الأمانة والاستمرار في طريق النضال الوطني حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وعودة الحقوق المغتصبة، وفي مقدمتها القدس وعودة اللاجئين، وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
منهج متكامل
* ما هي النتائج المتوخى تحقيقها من خلال إنشائكم لهذه المدرسة ؟
- مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي هي تصورنا المشرق بأن الإنسان هو الثروة الفعلية، وعلينا واجب توفير سبل التقدم والحياة الكريمة له، وتحقيق متطلباته بالتنمية الفعلية للقدرات الفكرية والعلمية ليشكل بدوره الدور الطليعي للجماهير وقوتها الدافعة نحو المستقبل من خلال المبادرة والإبداع والمساهمة الواعية والملتزمة، تعزيزاً للثقة بالنفس وبناء الشخصيات القادرة على تحمل المسؤولية الوطنية، وهذا لا يتأتى إلا من خلال الإعداد والتوجيه لهذا الكم الفتحاوي وفق منهج متكامل يضم في أبجدياته العلوم السلوكية والتنظيمية والفكرية والثقافية، وأن نوازن بين هذه العلوم والمتطلبات العامة التي يجب على المتدرب أن يستوعبها، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات أولئك المهتمين بأن تظل حركة فتح هي مركز الإشعاع لكل حركات التحرر في دولة فلسطين والمهجر والشتات، ومن هنا انطلقت مدرسة الشهيد أبو إياد للكادر التنظيمي تجديداً لعهد الشرفاء، وتحقيقاً لأهداف حركتنا الثورية فتح، وأذرعتها النضالية، خاصة في هذه المواجهة الصعبة التي استخدمنا فيها كل الطرق والسبل كخطوط متوازية لإدارة الصراع نحو النصر.
