وبعد ؟! عاد الرسام الدنمركي الشهير لمزاولة هوايته بتعديه على رسولنا الكريم،
ورسم وكتب وغضبنا وهددنا ، وبعد!!؟ اليوم بعض الجرائد الدنمركية تتبنى تلك
الحملة المعادية ، وكأنها تثأر وتنتقم !!
لكنها تبقى محاولات سخيفة ، وتبقى هزيلة وإن كنا ما أعرناها اهتماماً منذ
الوهلة الأولى لخمدت في مهدها ، ولم يكن سمعنا عن الدنمارك إلا كما أعتدنا
عقوداً طويلة ، من خلال أروقة السوبر ماركت وعلامة البقرة الشهيرة ؟؟!! لكننا
نبقى كالأطفال ، نستثار ونخبط بأيدينا ونلوح في الهواء ، ليدركوا مستثيرونا
أنهم أشعلوا فينا الحريق ،فما يكون إلا و قد زادوا درجة بل ألف درجة ؟!!
ورغم ذلك نتساءل، أحقاً نغضب على الدنمارك ، أليس من الأولى أن نغضب من أنفسنا
وتخلينا عن الكثير من أوامر ديننا التي أتى بها نبينا ؟!
لماذا ترانا لا نغضب لنبينا أكثر ، حين لم نتبع ما أمرنا به ، ونحن بنو أمته !!
حين تترك سننه وتندثر ولا نذكر منها إلا ثوباً يصل للركبة !! وننسى رائحته
العطرة ، وجسداً مهذباً ممشوقاً ، قوياً ، وابتسامة تنير الدنيا !! وعقلاً
راجحاً وحياء ، وسيرة مفصلة لم تورث قروناً لتقص على غرار ألف ليلة وليلة ، بل
لتحتذَ !!
فلنغضب من إهمالنا لسنة نبينا ،بالأولى !! فلنغضب لازدواجية المعايير في
التعامل وقتلنا للأخلاق التي أتى ليتممها ، واليوم نراها أمام أعيننا تندثر !!؟
فلنغضب لابتسامة ضائعة أمرنا بها في وجوه بعضنا ، فلنغضب لتيه الرحمة من قلوبنا
وقصورنا في تربية أبنائنا ، فلنرثي أنفسنا جهلها ، وبعدنا عن قلمٍ يفيد ،
وإطلاعٍ غائب، و علمٍ ما أعطيناه حق قدره !!
فلنغضب لعدم إتقاننا لأمور دنيانا وآخرتنا !! لعدم تفانينا لأوطاننا ، لعدم
مراعاتنا أسرنا
فلنغضب لضعفنا يا سادة ، لتأخرنا ، لتشتتنا ، لغلوٍ في الدين زرعناه في أجيالٍ
كاملة ، ليوصم الدين برمته بصفة الإرهاب من عدوٍ لا يرحم !! فلنغضب لأننا لم
نكن بقدر عظمة هذا الدين ،ولم نوغل فيه برفق ، كما أمرنا ، فأسأنا له ، وجعلنا
رايته لصيقة بمشاهد رهائن تقطع رؤوسهم ، وأسواقٌ تنسف على من فيها ، والجاني
سيدة مصابه بعته منغولي لا تعرف من الذي زج بها إلى تلك البقع الملتهبة ، بلا
حول منها ولا قوة !!
أنغضب من رسومٍ مسيئة بعد كل هذا، أسأنا بأيدينا إليه أكثر ، ونحن أبنائه
وأحفاده ، ومحبيه ، ومتبعيه ، فلنغضب إذن من أنفسنا وعلى هجرنا لسنته ولسيرته .
ولنقاطع أنفسنا ، ولنهجر أجسادنا الخانعة علّ عقولنا تستفيق ذات يوم قبل لقائه
!!
قساة جفاة ، نعم !! فلنشعل الحريق في أنفسنا المهلهلة قبل أن نلوم الآخر على
سخريته مناّ !! قبل أن نثور على الجبنة الدنمركية ونحطم علب السانتوب في
مياديننا العامة !!
واتحملوووووونا الحكي هاذ موجه الي والكوووووووووو
كلنا مقصرين في دين الله